تجربتي في العمل في بيكاليكا
بعد مرور سنة كاملة على العمل في بيكاليكا في مقرها في اسطنبول اشارككم تجربتي المليئة بالشغف والإبداع مع أشخاص أكثر من مبدعين.
ما هو بيكاليكا؟
بيكاليكا هو متجر لبيع المنتجات الرقمية مثل (القوالب، الشعارات، السكربتات)، يختصر على اصحاب المشاريع الوقت، ويوفر للمبدعين منصة لبيع اعمالهم.
كيف بدأ الأمر
في أحد الأيام كنت أريد رفع أحد أعمالنا أنا وصديقي عربي الى بيكاليكا، لكن لم استطع رفع القالب يومها بسبب حجم ملفات التصميم الكبيرة.
أرسلت رسالة الى مؤسس بيكاليكا محمد اليوسفي بدل من الدعم الفني الخاص ببيكاليكا اخبره بها عن المشكلة وعن رغبتي بالعمل في بيكاليكا، اطلعته بها على خبراتي وبعض اعمالي. في اليوم التالي وصلني الرد من محمد يخبرني عن حل المشكلة وانه مهتم اكثر بالحديث عن موضوع العمل، سألني بعض الاسئلة مثل:
عدد الساعات التي أستطيع العمل بها.
إن كنت ملتزم بالعمل مع جهة اخرى.
ان كنت مقيم في سوريا.
وأيضا طلب مني المزيد من الاعمال إن توفر.
بعد عدّة رسائل دارت بيننا أخبرته أنني سوف أكون في تركيا بعد عدّة أيام، أخبرني انه سوف يقابلني بعد وصولي إلى تركيا.
هنا بدأ إنتظار هذا اليوم بفارغ الصبر فلم أكن أتخيل يوماً انني سوف أقابل اليوسفي مؤسس بيكاليكا، والمصمم العربي المشهور، شخصياً :D.
المقابلة
في اليوم الأول الذي وصلت فيه إلى تركيا أخبرت محمد بوصولي لكي التقي به، حدد موعد المقابلة وكانت في إحدى مقاهي إسطنبول.
الأجواء كانت هناك إبداعية ورائعة جداً وإلى الآن مازالت في قلبي.
عندما وصلت إلتقيت باليوسفي وشريكه محمد طحان، كنت متحمس جداً.
في البداية كانت الأسئلة شخصية:
كيف كانت الرحلة.
كيف الأوضاع في سوريا.
بعدها بدأت الأسئلة التي كنت انتظرها، وهذا ما اذكر منها:
في أي مجال أعمل Front-End ام Back-End: كان جوابي هو الإثنين.
أي مجال تفضل اكثر؟
بعض الإسئلة عن أعمالي السابقة.
كانت أسئلة بسيطة وليس كما كنت أقرء دائما عن صعوبة اجتياز هذه المرحلة.
بعد الانتهاء من هذه الأسئلة، اتفقنا على راتب شهري ودوام من الساعة ٩ الى الساعة ٥، وأن الشهر الأول سوف يكون شهر تجريبي لأثبت خبرتي وهذا الشهر سوف يحدد إن كنتُ قادراً على الإكمال.
كانت هنا فرحتي لا توصف كنت أشعر بشعور رائع جداً وكأني دخلت في حياة جديدة مليئة بالمفاجآت والإبداع ?
اليوم الاول
بدأت العمل في تاريخ 2015-03-19.
وصلت إلى المكتب كان جميلاً جداً وأكثر ما لفت انتباهي يومها هو الأريكة المريحة التي تمتص التعب، والملمس الناعم للطاولة.
قدموا لي النسكافيه وبدأنا بالحديث عن نمط العمل الذي سوف نتبعه والأمور التي سوف نعمل عليها في المستقبل وتم اعطائي أول مهمة وهي تكويد قالب PSD. كانت الاجواء رائعة جداً و الجو الهادئ والكثير من النسكافيه ?
كانت وجبة الغداء شوارما كنت أظن فقط في أول يوم ولكن لاتزال إلى اليوم مستمرة :D.
خلال الشهر الأول
واجهتني العديد من المشاكل اثناء العمل كان كل شئ مختلف تماما عن العمل بشكل شخصي، كنت أعمل ببطئ، ولكن الحمد لله استطعت التغلب على هذا الأمر مع مرور الوقت.
مرّت الأيام انتهى الشهر الاول، ذهبنا الى احد المطاعم وسألوني عن تجربتي وإن كنت مرتاحاً في العمل وإن كان لدي اي ملاحظات على اسلوب العمل، ارتبكت يومها جدا واكتفيت بقول (لايوجد لدي شئ لأقوله، كل شيء جميل).
سألتهم عن رأيهم في عملي (كي اعرف إن كنت سوف اكمل) كان الرد الذي تفاجأت به كالتالي:
انت تعمل بجد وشغف وتحاول ان تقدم أفضل ما عندك وتقوم بإنجاز أي شيء يطلب منك ونحن نقدر كل ما تقدمه وهذا ما نحتاجه،
هنا اصابتني الدهشة. بعد تناول الطعام اعطاني اليوسفي ظرف عليه توقيعه كان به راتبي الشهري هنا أصبحت الفرحة فرحتين كان أسعد يوم في حياتي، شعرت بشعور لا استطيع وصفه وخصوصاً انه راتب من عملي في شيء أحبه.
عملت سابقا في تصليح السيارات، الزجاج، صيانة الحواسيب - ولكن لم اشعر بنفس الشعور عندما أقبض الراتب.
الفوائد التي جنيتها
كل شئ له إجابيات وسلبيات، وهذه بعض الإجابيات:
السرعة الكبيرة في الإنتاج: زادت سرعتي في العمل اضعافاً مضاعفة لدرجة أني في بعض الأحيان كنت أنهي قالب ووردبريس في يومين!
الجودة والإتقان: من أهم ما يميز العمل في بيكاليكا هو التدقيق في التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي يلاحظها المستخدم والتي لا يلاحظها، استطعت ان آخذ قليلا من عين اليوسفي في التصميم، ومحمد طحان في الاهتمام بالتفاصيل.
الجرأة على استلام أي مشروع: كانت أكثر مخاوفي عندما تصلني رسالة للعمل على مشروع مع احد العملاء هو عدم القدرة على إتمامه، الحمد لله تغلبت على هذا الأمر لم أعد اخشى اي مشروع مهما كانت تفاصيله.
المبدعين: يقول المثل “من عاشر القوم أربعين يوماً أصبح منهم وفيهم”.
هناك من يسمع لك ويساعدك: محمد طحان واليوسفي كانو اكثر من مدراء بل كانوا أكثر من أخوة، لم أشعر يوماً معهم أني موظف (لم يقيدوني بالدوام او بمشروع محدد، كان كل شئ Up to you)، ينصحوني دائماً ويساعدونني في العمل على مشاريعي الشخصية.
الخبرة: اعتقد ان هذه السنة كانت من أكثر السنوات انجازاً في حياتي، زادت خبرتي في الـ Front-End بشكل كبير، أصبحت قادراً على تطوير قوالب ووردبريس بشكل جيد، تحليل قواعد البيانات، التعامل مع MongoDB، انهيت ٣ مشاريع بواسطة Laravel، مؤخرا Grunt & Bower & Gulp.
السلبيات:
سوف أتكلم بها عن سلبيات العمل بشكل عام في أي مكان (لا أعتقد أن هذه السلبيات سوف تنطبق على الجميع، فهي تتعلق بالعمر “١٧ عاماً” الذي بدأت به العمل).
الدراسة: طالب بكالوريا (ثالثة ثانوي) :)، الدراسة أصبحت بالنسبة لي شئ جانبي مع العمل وليس العكس.
ضيق الوقت: لم يعد هناك الوقت الكافي للقراءة، اللعب، للخروج مع الاصدقاء، الخ…
المشاريع الشخصية: لم يعد هناك الوقت الكافي لتطوير المشاريع الشخصية بشكل جيد.
المسؤولية: وهل هناك أكره منها؟ سوف يكون على عاتقك مسؤوليات كبيرة (مصروف الأسرة، الإلتزام بالدوام، المشاريع، والكثير).
في نهاية الكلام أقول لك، إن كنت تنوي أن تحترف المجال الذي تتعلمه أنصحك بالـ “الوظيفة” فخلال بضعة شهور سوف تصبح شخص آخر. واريد أن أشكر والدي الذي وقف معي وكان جزأً من هذه التجربة الرائعة، وكل من محمد طحان ومحمد اليوسفي على كل ما قدموه لي من جميل، واتمنى أن يكون كل المدراء مثلكم <3