خصيصاً في الوظائف التي تتطلب الإبداع، التصميم، البرمجة، الكتابة، وحتى الوظائف كالهندسة والطب، الحالة النفسية للعامل مهمة جداً وتنعكس بشكل مباشر على عمله، وكمية الإنجاز التي يقدمها، والأهم، جودة هذا العمل.
ربما الأمر الأهم في حياة المصمم هي الحالة النفسية التي يعمل فيها على التصميم، فربما يتحول من اختيار لون لآخر، ومن مقاس لآخر، بتغيير الحالة النفسية التي يعمل فيها، وهو أمر لا يستهان به، خصيصاً أن التصاميم تعكس حالة نفسية على من يراها بشكل أو بآخر.
لهذا من الأفضل، فصل الحياة اليومية عن العمل، ومحاولة ابعاد التشتيت عن جو العمل، خصيصاً للمتعاقدين الأحرار، والعاملين من المنزل.
الأمر صعب –الفصل بين العمل والحياة اليومية– ولكنه ضروري جداً لرفع مستوى الإنجاز، بإمكانك القيام ببعض الخدع لتسهل الأمر على نفسك، ولكن الأمر يبقى بيدك لتأخذ قرار الفصل النهائي:
- إذا كنت تعمل من المنزل اجعل مكان العمل مختلفا عن مكان التسلية، ربما هي أهم نصيحة وأكثرها تكراراً عندما يأتي الأمر للحديث عن العمل من المنزل، لا حاجة لبناء “مكتب” بالمعنى الحرفي للكلمة، فقط افصل مكان العمل عن مكان التسلية، إياك ان تعمل من السرير، هذا أسوأ تصرف على الإطلاق، حتى لو كان مريحاً.
- أعلن لزملائك في السكن، سواء صديقك الذي تسكن معه أو عائلتك، عن أوقات العمل اليومية لديك، لا تخبرهم بكل التفاصيل فقط أعلن أنك ستعمل في الوقت الفلاني، لتلافي الإزعاجات خلال عملك قدر الإمكان، غالباً سيتفهمون الأمر، ولكن لا تعول على ذلك كثيراً.
- خصص عدد ساعات للعمل، تنفصل فيها عن العالم الخارجي -الخارج عن العمل- تماماً دون أي مشتتات، فقط أخرج نفسك من الجو العام للمنزل أو الغرفة التي تعمل فيها في هذه الساعات، أغلق التطبيقات الغير ضرورية وغير المتعلقة بالعمل كتطبيقات التواصل الاجتماعي، وحاول التركيز قدر الإمكان في العمل الذي أمامك.
- أوقات “التأمل” في العمل لا تستغلها في تصفح الشبكات الاجتماعية، لا تفعل ذلك، ستنتقل من فيديو لآخر ومن منشور لآخر لتضيع الكثير من الوقت، التأمل في السقف أو حتى شرب الشاي أفضل من ذلك بكثير.
- العمل من المنزل يعني أنك ستتعرض للكثير من المقاطعات ممن حولك، لا تجعل هذا يؤثر عليك نفسياً، فقط اعتد أمر “التوقف عند نقطة ما مؤقتاً، والمتابعة لاحقاً” وستكون أمورك على ما يرام، لا تعود نفسك على إنهاء العمل دفعة واحدة أو في جلسة واحدة، حتى لو كانت الظروف ملائمة.
- وقت الراحة، والحياة الاجتماعية خارج العمل، لا تستغله في العمل، عندما ينتهي العمل فهو انتهى، لا تفكر حتى فيه أثناء خروجك مع أصدقائك مثلاً أو عندما تجلس مع عائلتك للطعام، دع العمل في مكتبك الصغير عندما تتركه، لا تحمل العمل معك الى باقي حياتك.
- كما أن وقت العمل للعمل، لا تضيع وقت عملك على التفكير بأشياء خارجة عنه، حتى لو كان منزلك يحترق، وعليك تسليم المشروع، والوقت حالياً هو وقت العمل، اعمل ولا تفكر في المنزل، بإمكانك اخماد الحريق لاحقاً.
- أبق دفتراً صغيراً للمهام بجانبك، لا تعتمد على ملفات في حاسوبك، قد يخطر في بالك ما دخل هذا بفصل العمل عن الحياة اليومية، حسنا عندما تدون مهامك اليومية في الدفتر فأنت لن تخاف من نسيانها، بالتالي سيصبح من الأسهل الانتقال الى وظيفتك الفعلية والتركيز عليها دون الانشغال بالمهام الجانبية المشتتة.
- لا تحمل نفسك أكثر من طاقتها، اذا كانت ظروفك غير مناسبة للعمل، فهي غير مناسبة للعمل، لا تجبر نفسك على العمل بنفسية سيئة، حاول إعطاء نفسك استراحة قصيرة للاسترخاء، وحل المشاكل، والعودة مجدداً الى العمل بكامل طاقتك.
- ابتعد عن المنبهات العصبية الكثيرة، واهتم بمعدتك، ولا تعمل في ظروف جسدية سيئة، الجوع والمرض والكافين أسوأ أصدقاءك، على الرغم أن أجواء العمل قد تغريك أحياناً بتجاهل الجوع أو الحرارة أو تشجعك على السهر اعتمادا على المنبهات، الا ان هذه الأشياء لها تأثير سلبي أكثر منه من الإيجابي.
في النهاية، حاول إعطاء كل شيء حقه، لا تخسر حياتك الاجتماعية مقابل العمل، ولا تضحي بأعمال مهمة مقابل حياة “اجتماعية زيادة عن اللزوم”… التوفيق بين الأمرين هو الخيار الأفضل.
حقوق الصورة: Benjamin Voros