كمرحلة صحية في حياة أي شخص، الفشل جزء رئيسي ومهم من الأشياء التي تساهم في زيادة خبرة الإنسان وقدرته على التعامل مع المهام، ربما هو الجزء الوحيد أيضاً، لذلك النظر بخوف إلى الفشل أمر مؤذ جداً على الناحية الشخصية، بينما الاعتماد على الفشل كدافع للإنجاز هو التصرف الأسلم.
عند النظر للأمور من نظرة أشمل، لا يمكن لشخص تعلم شيء فعلياً دون الفشل أولاً، في خطوات الطفل الأولى يتعثر، وقبلها يفشل بالوقوف مئات المرات، في الجولات الأولى من أي لعبة ستتعثر، ومن ثم ستخسر كثيراً قبل اتقان اللعبة تماماً.
مع ذلك، كيف يكون الفشل دافعاً للإنجاز؟ من الطبيعي أن يكره الإنسان شعور العجز، الضعف، شعور الفشل في شيء ما، الشعور السيء الذي يرافق الإخفاق، هل يمكن التخلص من هذه الكراهية؟ او ربما تسخيرها في الحصول على دافع للاستمرار؟
طبعاً. الأمر سهل جداً في الحقيقة، فقط تعامل مع الأمر كخطوة صغيرة نحو النجا “وليس كفشل” تعامل مع فشلك في التجربة “جزء من النجاح” لا تنظر للفشل على أنه “فشل” بل على أنه “النسخة التجريبية الأولى للنجاح”… كل هذا مجرد تغيير صغير في التسميات، ولكن له تأثير كبير جداً عندما يترسخ في الذهن.
طريقة أخرى للتعامل مع الفشل هي الغضب، الغضب شيء قوي جداً، من الممكن أن يبقي الانسان متيقظاً لساعات دون الحاجة لأي منبهات، غضبك من الفشل ربما يدفعك للمحاولة مرات ومرات عديدة بقوة أكبر مما يزيد قدرتك وخبرتك في الشيء الذي ترغب بتعلمه.
الأمر كله يعتمد على تغيير النظرة الكلاسيكية للفشل، من كونه “فشلاً” الى كونه “خطوة، مساعداً، دافعاً” للنجاح مستقبلاً.
الأمر صعب في البداية، الفشل متعب، لهذا الكثير من الأطفال يتأخرون في المشي، وآخرون ربما يحتاجون تدخلاً طبياً ليصبحوا قادرين عليه، ولكن بعد الاعتياد على النظرة الجديدة، لن يكون متعباً بهذا القدر مطلقاً، بل ربما يصبح مريحاً، فالفشل اليوم يعني حتماً ان النجاح اقترب جداً.