غالباً ما يتم النظر إلى المصاعب التي نواجهها في الحياة على أنها عوائق تحاول منعنا من التقدم، ولكن الأمر عكس ذلك تماماً، المصاعب التي تحصل في العمل، الحياة، الحياة الاجتماعية، هي الدافع الأقوى إلى الإنجاز، وهي التي تعطي للحياة طعماً آخر مختلف تماماً عن الحياة الطبيعية.
لا أتحدث هنا عن المازوشية طبعاً، أنا لا أقول أنّ التلذذ بالمصاعب هو الأمر الصائب، ولا أقول أنّك عليك الخوض في المصاعب كي تستمتع في هذه الحياة، ولكن عليك أن تحول طريقة تفكيرك فقط عندما تواجهك هذه المشاكل الحياتية، ليكون أسلوبك في التعامل معها أفضل، وبالتالي: تزداد قدرتك الإنتاجية في الحياة.
أغلب المُنجزين الذين أعرفهم لا يفكرون في كون ال”صعاب” هي المانع من تقدمهم إلى الأمام، هذه هي الخطوة الأولى، والأهم، لتتحول إلى شخص مُنجز؛ عليك أن تتوقف من وضع الأعذار لنفسك، مهما كان الأمر صعباً، عليك أن لا تعزو سبب فشلك به لكونه “صعب”… فقط ضع أي عذر آخر، عدا كون الأمر صعباً.
أن تأخذ الأمر كتحدٍ لنفسك هو أمر رائع جداً، وهو أفضل أسلوب للتعامل مع المصاعب، أن تقطع على نفسك العهد بأن تقوم بشيء ما، لأنه صعب، ولأنه متعب، ومن ثم تفعله، سيشعرك هذا بأكبر شعور باللذة عشته في حياتك… ستشعر بذلك حتماً حينما تنتهي، وسيعجبك الأمر.
تفكيرك بالصعاب بهذه الطريقة سيجعلك تخرج أفضل ما لديك لتنجز مهامك، ربما يكون الأمر غير صحي على المدى الطويل، ومرهق جسدياً ونفسياً، ولكن عليك القيام به بين الفينة والأخرى كي لا تبدأ همتك بالتراخي، أفعل ما عليك بأقصى طاقتك، تحدى نفسك في كل فترة، واخرج من منطقة الراحة القاتلة التي تعيش فيها.
كمثال على كل هذا، لنقل إنّك تعمل كمبرمج، متعاقد حر، تعمل على المشاريع البسيطة والصغيرة غالباً ولا تشعر بالإنجاز في حياتك، وكلما جاءك مشروع ضخم رفضته لصعوبة الأمر، أو لأنه معقد، ولا تريد اتعاب نفسك فيه، وجهة نظرك صحيحة تماماً من الناحية المادية ولكنها من الناحية المعنوية خطرة جداً، كشخص يبحث عن الإنجاز عليك قبول عمل “صعب” كل فترة، لا لقيمته المادية وانما لقيمته المعنوية في نفسك، ومن ثم العمل عليه بكل ما تملك من قوة، وفي النهاية: إخراجه بأفضل شكل ممكن.
في المرة القادمة عندما تمر في مرحلة صعبة في حياتك، جرب التفكير في الأمر من ناحية أخرى، تقبل المصاعب، لا تجعلها حجة للاستسلام مبكراً، واعط الأمر كل ما لديك، حينها إذا لم يحالفك الحظ في النجاح بإمكانك القول والافتخار بأنك حاولت بكل ما تملك.
حقوق الصورة Wil Stewart